عدد الزيارات (أجمالاً) : 100509 مرة
عدد الزيارات في شوال : مرة
عدد الزيارات في رمضان : مرة
عدد الزيارات في شعبان : مرة

 
المهدوية في الفكر الإسلامي

بسمه تعالى


المهدوية في الفكر الإسلامي ـ نظرة موجزة ـ من المسائل التي اجتمعت عليها كلمة المسلمين، هي مسألة ظهور المهدي في آخر الزمان، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. فمسألة المهدوية ـ وأنّ هناك رجلاً من عترة النبي (صلى الله عليه وآله) سيظهر في آخر الزمان ويقيم دولة الحق الإلهية ويملأ أرجاء المعمورة بالعدل، الذي حُرِمت منه البشرية قروناً متمادية ـ تُعدُّ من المسائل الضرورية المتفق عليها بين علماء المسلمين، وما إنكارها إلاّ جهل وضلالة، وانحراف، عن خطوط الإسلام الصريحة وتكذيب للرسول محمّد (صلى الله عليه وآله). والروايات الشريفة متواترة في هذا الباب، مضافاً لصحة الكثير من طرقها على ما صرّح به علماء المسلمين. وحيثُ إنّ المسألة ألّفت فيها الكتب العديدة وصارت على مستوى بيّن أجلى من الشمس في رابعة النهار؛ لذا لا نرى ضرورة للخوض في إثبات هذهِ المسألة الضرورية، لكننا إتماماً للفائدة ارتأينا أن نذكر شطراً من كلمات العلماء، وجملة من الروايات الدالة على ذلك:

فقد قال الحافظ أبو الحسن الآبري (ت: 363 هـ): «قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، في المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، ويملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى عليه الصلاة والسلام يخرج فيساعده على قتل الدجّال، وأنه يؤم هذهِ الأمة وعيسى خلفه في طول من قصته وأمره»

وقال القرطبي في تفسيره عند التعرض للآية (33) من سورة التوبة: «وقيل: المهدي هو عيسى فقط، وهو غير صحيح، لأنّ الأخبار الصحاح قد تواترت على أنّ المهدي من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلا يجوز حمله على عيسى...» ونقل الكتاني القول بالتواتر عن جماعة منهم الحافظ السخاوي، ومحمّد بن أحمد السفاريني الحنبلي، ومحمّد بن علي الشوكاني وغيرهم وذهب هو إلى ذلك أيضاً حيث قال: «والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة وكذا الواردة في الدجال وفي نزول سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام»

هذا نزرٌ يسير من أقوال العلماء في تواتر روايات المهدي (عليه السلام)، أما الروايات فنذكر جملة مختصرة منها: ما أخرجه أحمد في «مسنده» بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، قال: ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً» وأخرجه ابن حبانالحاكم وغيرهم.

قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي ووافقهما الشيخ الألباني بقوله: «وهو كما قالا» وفي «مجمع الزوائد» عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلى الله وسلّم: أبشّركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً، قال له رجل ما صحاحاً، قال بالسوية بين الناس ويملأ الله قلوب أمة محمّد صلى الله عيله وسلّم غناء ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول من له في مال حاجة فما يقوم من الناس إلا رجل واحد فيقول أنا فيقول: إئت السدان يعني الخازن فقل له إنّ المهدي يأمرك أنْ تعطيني مالاً فيقول له احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنتُ أجشع أمة محمّد نفساً أو عجز عني ما وسعهم قال فيرده فلا يقبل منه فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده»

قال ثم لا خير في الحياة بعده» قال الهيثمي: «رواه الترمذي وغيره باختصار كثير ورواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات» وأخرج أبو داود في «سننه» بسندهِ إلى أمّ سلمة، قالت: «سمعتُ رسول الله صلى الله عيله وسلّم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة» وأخرجه ابن ماجة في «سننه» والحاكم في «المستدرك» وغيرهم قال الشيخ الألباني: «هذا سند جيد، رجاله كلهم ثقات وله شواهد كثيرة» وقال محقق «سير أعلام النبلاء»: «سنده جيّد»

وأحاديث المهدي كثيرة جداً، وقال بصحتها جمع من أكابر المحدثين. قال الشيخ الألباني بعد أنْ ذكر تصحيح خمسة من كبار أئمة الحديث وهم: الترمذي، والذهبي، والحاكم، وابن حبان، وابن تيمية، ما نصّه: «فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صحّحوا أحاديث خروج المهدي ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم:

أبو داود في «السنن» بسكوته على أحاديث المهدي.
العقيلي.
ابن العربي في «عارضة الأحوذي».
القرطبي كما في «أخبار المهدي» للسيوطي.
الطيبي كما في «مرقاة المفاتيح» للشيخ القارئ.
ابن قيم الجوزية في «المنار المنيف» خلافاً لمن كذب عليه.
الحافظ ابن حجر في «فتح الباري».
أبو الحسن الآبري في «مناقب الشافعي» كما في «فتح الباري».
الشيخ علي القارئ في «المرقاة».
السيوطي في «العرف الوردي».
العلامة المباركفوري في «تحفة الأحوذي».


وغيرهم كثير وكثير جداً» إذن، فلا كلام في ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان ليقيم دولة الحق الإلهي؛ لذا ارتأينا أن يكون فصلنا هذا مختلفاً عمّا تقدم من الفصول من إثبات كلمات المدح والثناء على أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وسنصب الكلام هاهنا على مسألة الولادة، التي صارت محلاً للأخذ والرد عند الأخوة من أهل السنة. وقد اجمعت الشيعة الإمامية الاثنا عشرية إلى أنّ المهدي المنتظر قد ولد وهو ابن الحسن العسكري (عليه السلام)، وهو حي غائب عن الأبصار، ويوافقهم في ذلك جمٌ غفير من علماء أهل السنة.


طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السنّة الذاهبين إلى ولادة محمد بن الحسن وأنّه المهدي المنتظر (عليه السلام)

1 ـ الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري (ت: 339 هـ)
2 ـ الحافظ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، أبو الفتح البغدادي (ت: 412 هـ)
3 ـ أحمد بن الحسن النامقي الجامي (ت: 536 هـ):
4 ـ يحيى بن سلامة بن حسين بن أبي محمد عبد الله الديار بكري الطنزي الحصكفي (ت: 553 هـ)
5 ـ العلامة أبو محمد بن الخشاب عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر البغدادي النحوي المحدث الفقيه الحنبلي (ت: 567 هـ)
6 ـ أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم (ت: 568 هـ)
7 ـ فريد الدين عطار النيشابوري (ت: 627 هـ)
8 ـ الشيخ محيي الدين محمد بن علي المعروف بابن عربي الطائي الأندلسي (ت: 638 هـ)
9 ـ الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ)
10 ـ العلامة يوسف بن فرغلي المعروف بسبط ابن الجوزي الحنفي (ت: 654 هـ)
11 ـ الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي (ت: 658 هـ)
12 ـ الشيخ جلال الدين الرومي (ت: 672 هـ)
13 ـ الشيخ العارف عامر بن بصري (ت: 696 هـ)
14 ـ المحدث الكبير إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الشافعي (ت: 722 هـ):
15 ـ الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي (ت: 747 هـ)
16 ـ علي بن محمد بن شهاب الهمداني (ت: 786 هـ)
17 ـ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا النقشبندي (ت: 822هـ)
18 ـ شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي المعروف بملك العلماء (ت: 849 هـ)
19 ـ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت: 855 هـ)
20 ـ الشيخ أبو المعالي محمد سراج الدين الرفاعي (ت: 885 هـ)
21 ـ محمد بن داود النسيمي (ت: 901 هـ)
22 ـ الفضل بن روزبهان (ت: بعد 909 هـ)
23 ـ الشيخ حسن العراقي (ت: بعد 958 هـ)
24 ـ الشيخ علي الخواص أستاذ الشيخ الشعراني (ت: بعد 958 هـ)
25 ـ أحمد الرملي (ت: 971 هـ)
26 ـ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي (ت: 973 هـ)
27 ـ السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل الله الشيرازي النيشابوري (ت: 1000هـ)
28 ـ العارف عبد الرحمن الجشتي من مشايخ الصوفية (ت: 1045 هـ)
29 ـ المولوي علي أكبر بن أسد الله المؤودي (ت: 1210 هـ)
30 ـ القاضي جواد بن إبراهيم بن محمد ساباط القاضي الحنفي (ت: 1250 هـ)
31 ـ عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن عمر باعلوي مفتي الديار الحضرمية (ت: بعد 1251 هـ)
32 ـ سليمان بن إبراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي (ت: 1294 هـ)
33 ـ الشيخ نجم الدين الشافعي
34 ـ شمس الدين التبريزي
35 ـ السيد نعمة الله الولي
36 ـ عبد الله بن محمد المطيري الشافعي
37 ـ الدكتور عبد السلام الترمانيني
38 ـ يونس أحمد السامرائي
والحمد الله رب العالمين.

المصدر: موقع http://www.shiaislam.se